تعلم لغة Html من البدايه حتي الأحتراف

إنها اللغة المستخدمة لإنشاء صفحات الإنترنت. (والكلمة إختصار لـ Hyper Text Markup Language). وهي ليست لغة برمجة بالمعنى والشكل المتعارف عليه للغات البرمجة الأخرى كلغة C . فهي مثلاً لا تحتوي على جمل التحكم والدوران، وعند الحاجة لاستخدام هذه الجمل يجب تضمين شيفرات من لغات أخرى كـ Java, JavaScript, CGI . كذلك فهي لا تحتاج إلى مترجم خاص به Compiler . وهي غير مرتبطة بنظام تشغيل معين، لأنه يتم تفسيرها وتنفيذ تعليماتها مباشرة من قبل متصفح الإنترنت وبغض النظر عن النظام المستخدم. لذلك فهي لغة بسيطة جداً، وسهلة الفهم والتعلم ولا تحتاج لمعرفة مسبقة بلغات البرمجة والهيكلية المستخدمة فيها. بل ربما كل ما تحتاجه هو القليل من التفكير المنطقي وترتيب الأفكار.

تتكون مفردات لغة Html من شيفرات تسمى TAGS أي الوسوم. وهي تستخدم بشكل أزواج وتكتب بالصيغة التالية (من اليسار إلى اليمين) :-

فعلى سبيل المثال الوسم <B> يستخدم لكتابة الكلمات بخط أسود عريض Bold وذلك بالشكل التالي:

<B> Text </B>

وهناك بعض الوسوم الخاصة التي تستخدم بصورة مفردة مثل وسم نهاية السطر <BR> أو قد تستخدم بكلتا الحالتين مثل وسم الفقرة <P>.
وسوف نناقش هذه الوسوم وغيرها بالتفصيل في حينه إن شاء الله

كيف نبدأ...

لا يتطلب كتابة ملف HTML أية برامج خاصة فهي كما قلنا لغة لا تحتوي على برنامج مترجم. بل نحتاج فقط إلى برنامج لتحرير النصوص البسيطة ومعالجتها، وبرنامج المفكرة الموجود في Windows يفي بهذا الغرض. وكذلك إلى أحد متصفحات الإنترنت Netscape Navigator أو MS Internet Explorer لمعاينة الصفحات التي نقوم بتصميمها. وعليك فقط أن نقوم بحفظ النص المكتوب بملف يحمل الاسم الممتد ‎.html أو ‎.htm
والجدير ذكره أنه يوجد العديد من البرامج التي تستخدم لإنشاء صفحات Html. دون الحاجة لمعرفة هذه اللغة حيث يقوم المستخدم من خلالها بكتابة الصفحات وتصميمها بما تحويه من نصوص ورسومات وجداول ثم يقوم البرنامج بتخليق الوسوم المناسبة وتحويل هذه الصفحات من وراء الكواليس تلقائياً وحفظها بتنسيق html. أي أن دور المستخدم ينحصر في الكتابة والتصميم فقط، دون معرفته للشيفرة التي استخدمت. وبالتالي عدم قدرته على التحكم بأي وسم أو تعديل الشيفرة حسب الحاجة، إلا من خلال إعادته للتصميم الأساسي ثم إعادة التحويل والحفظ من قبل البرنامج. وهذه الطريقة على سهولتها وسرعتها نسبياً، إلا أني لا أنصح باستخدامها لمن يريد معرفة هذه اللغة والتمكن منها.

قبل أن نبدأ

حسناً، لديك محرر نصوص ممتاز لكتابة ملفات HTML ولديك متصفح إنترنت لمعاينتها، ولديك هذه الدروس التي ستنطلق معها إلى عالم تصميم صفحات الويب. هل هذا يكفي؟ برأيي المتواضع، لا.
تحتاج دائماً وأبداً إلى تطبيق ما تتعلمه بصورة عملية أكثر من مجرد الأمثلة المدرجة في الدروس. ما رأيك في أن تفكر بموضوع ما يستهويك وتحب أن تتعاطى به؟ وتخيل أنك ستقوم بإنشاء موقع ويب عنه بصورة واقعية. ومع تقدمك في الدروس قم بتطبيق ما فيها على صفحاتك. ستجد الكثير من المتعة في هذا، وستسر جداً عندما ترى صفحتك تتبلور أمام عينيك يوماً بعد يوم، والأهم من هذا كله هو أنك ستكتشف أي ثغرات في استيعابك لهذه الدروس (وعندها من المؤكد أنك ستقوم بتلافيها) وقد تكتشف كذلك ثغرات ارتكبها كاتب هذه الدروس. (وفي هذه الحالة أرجو أن لا تتردد أبداً في الكتابة لي لكي أعمل على تلافيها).

والآن... لنبدأ

تقوم هذه الخاصية بتحديد نوع الخط الذي نريده، وقد نقوم بتحديد أكثر من نوع معاً. وفي هذه الحالة إذا لم يتواجد الخط المحدد أولاً على جهاز الشخص الذي يتصفح الموقع يتم إعتماد الخط الثاني ... وهكذا

أما هذه الخاصية فتحدد لون الخط، وذلك بنفس مبادئ تحديد الألوان التي تحدثنا في الدرس السابق

ولتحديد حجم الخط نستخدم هذه الخاصية. وفقط هناك سبعة أحجام لأي خط تستطيع المتصفحات التعرف عليها.
ونقوم بتحديد الحجم المطلوب بأسلوبين: أولهما المباشر. حيث يتم كتابة رقم يتراوح ما بين 1-7. أي أننا نختار الحجم الذي نريده مباشرة.

والآن أعرف ماذا تريد أن تسأل، ستقول لقد ثبت حجم الخط على حده الأدنى عند الدرجة -2 وعلى حده الأعلى عند الدرجة +4. إذن ما الفائدة من وجود الدرجات الأخرى الأقل من -2 والأكبر من +4؟
حسنا وأنا أجيبك بسؤال آخر: ماذا لو قمنا بتغيير الحجم الافتراضي للخط في كل الصفحة إلى 1 بدلاً من 3؟ (وسوف نقوم بذلك فعلاً بعد قليل)، ألا نحتاج في هذه الحالة إلى الدرجات من +1 إلى +6 لتمثيل الأحجام الأكبر منه؟ وإذا قمنا بتحديد 7 كحجم إفتراضي ألا نحتاج إلى الدرجات من -1 إلى -6 لتمثيل الأحجام الأصغر منه؟ إذن نحن نحتاج فعلاً إلى هذه الدرجات لكي نغطي جميع الإحتمالات الواردة.
أرجو أن يكون هذا الجواب قد أقنعك :-)

وهذه بعض الأمثلة لتوضح لك كيفية استخدام هذا الوسم، وسوف أرفق نتيجة كل مثال بعده مباشرة.

ننتقل الآن إلى الوسم الثاني من الوسوم الخاصة بالخطوط وهو <BASEFONT>.
وعمله هو تحديد نوع الخط وخصائصه بالنسبة للصفحة كلها . أي أنه يقوم بتعريف نوع الخط الأساسي الذي سيستخدم في الصفحة من بدايتها إلى نهايتها ويحدد لونه وحجمه.
هل لاحظت انه وسم مفرد ولا يحتوي على وسم للنهاية؟ بالطبع ما الحاجة إلى وسم النهاية طالما أنه يتعامل مع الصفحة ككل ومع الإعدادات الأساسية لها، وليس مع كلمة أو سطر أو فقرة بذاتها. لذلك فإن هذا الوسم يكتب عادة في أول الملف، ويفضل مباشرة بعد وسم <BODY>. أما الخصائص المستخدمة معه فهي نفس الخصائص سالفة الذكر مع <FONT> ، (نستطيع استخدام الخاصية Name معه بدلاً من Face). وبنفس الطريقة وبدون أي اختلافات. وإليك هذه الشيفرة كمثال:

وبدراسة هذا المثال نستنتج أنه يقوم بتعديل الخط الافتراضي للصفحة بحيث يصبح نوعه Arial وحجمه 5 ولونه أحمر. وبالتالي فإن كل النصوص المكتوبة في تلك الصفحة سيطبق عليها هذا النمط من الخط. ما لم نقم طبعا باستخدام الوسوم <Font> ... </Font> لتعديلها والتحكم بمظهرها كما فعلنا في الأمثلة السابقة، فهي أكثر تحديداً وأكثر مرونة من الوسم <BASEFONT>

وبمناسبة الحديث عن الألوان وتغيير اللون الأساسي لنص الصفحة. ألا تذكر أننا في الدرس السابق تكلمنا عن الخاصية Text التي تكتب مع الوسم <Body> والتي استخدمناها لتحديد لون نص الصفحة... أنا لا زلت أذكر ذلك.
لا يوجد تعارض بين هذه الخاصية وخاصية Color في الوسم <BASEFONT> فأنت بكل بساطة تستطيع استخدام أي منهما في صفحتك. وإذا حدث واستخدمت كلاهما فإن اللون المحدد مع الوسم <BASEFONT> هو الذي سيطبقه المتصفح ويعتمده.
وهنا أريد أن أذكرك بما قلته في بداية هذا الدرس:

ونأتي الآن إلى التنسيقات والتأثيرات التي يمكن إضافتها إلى النصوص. وفيما يلي الوسوم الخاصة بها متبوعة بمثال ونتيجته:

* الخط الغامق (الأسود العريض)، ونستخدم له الوسوم التالية:

* الخط المائل

* الخط المسطر

* الخط المرتفع

* الخط المنخفض

* خط كبير

* خط صغير

* نص يعترضه خط

* نص الآلة الطابعة TeleType

وهذا النص يعرف أيضاً بالنص موحَد المسافات Monospaced Text. ولتوضيح هذا المفهوم إليك المثال التالي:
إذا أخذنا الحرفين m,i وكتبنا كل منهما عشر مرات متتالية نلاحظ أن المساحة التي شغلها الحرف m هي أضعاف المساحة التي شغلها الحرف i

أما عند استخدام الوسم <TT> ... </TT> فإن المساحة التي يشغلها كلا الحرفين تصبح موحدة

وهذه أمثلة تجمع بين عدة تنسيقات معاً:

وقد أردت من هذه الأمثلة توضيح مسائل معينة أولها: أن بإمكاننا استخدام عدة وسوم وتنسيقات معاً في نفس الوقت ولنفس المقطع من النص. (وذلك لجميع الوسوم وليس فقط لوسوم الخطوط). وكما ذكرت سابقاً، لا أهمية لترتيب هذه الوسوم ولا أيها ورد أولاً... لكن
عند استخدام الوسوم المتعددة في مقطع واحد يجب مراعاة عدم التداخل بينها!... كيف؟ أنظر إلى الرسم التالي:

فكتابة الوسوم السابقة بالطرق التالية هو خطأ:

أعرف أنك لم تصدقني وأنك قمت بتجربة هذه الوسوم وربما حصلت على نتيجة صحيحة. حسناً العبرة ليست في عبارة واحدة مكونة من وسمين أو ثلاثة تكتبها في ملف صغير بل في صفحة إنترنت كاملة قد تتألف من مئات أو حتى آلاف الوسوم مكتوبة في ملف خالٍ من الأخطاء المنطقية والتداخلات التي قد تسبب الإرباك للمتصفحات، وتؤدي إلى عدم عرض هذه الصفحة بالشكل المناسب والمطلوب.
لذلك فأهمية أن تتجنب وجود الوسوم المتداخلة في صفحتك هو بنفس الأهمية التي يجب أن توليها لكتابة هذه الوسوم بالصورة الصحيحة إملائياً. وإلا فالمتصفحات لا ترحم. وكثيرة هي المرات التي حصل فيها المصممون على صفحات منهارة بسبب نسيان حرف واحد أو إشارة مثل < أو > أو "
بإختصار شديد... وكقاعدة أساسية، الصفحة المصممة جيداً هي الصفحة ذات الوسوم الصحيحة وغير المتداخلة.

وصلنا الآن إلى نهاية هذا الدرس. أتمنى أن تكون قد قضيت وقتاً ممتعاً معه. وأن لا يكون قد أحدث تداخلاً في وسوم أفكارك. أراك في الدرس التالي

وفكرة هذه الدروس جاءت نتيجة لما لمسته خلال استخدامي لشبكة الإنترنت بشكل عام، والبحث عن المواقع العربية فيها بشكل خاص. فعندما بدأت بتعلم تصميم صفحات الإنترنت، لم يكن هناك مشكلة في الحصول على المصادر أو المواقع التعليمية التي أحتاجها ومن خلال الإنترنت نفسها. لكن المشكلة هي دائماً في الحصول على تلك المصادر بالصورة التي تتناسب واحتياجاتنا كمستخدمين عرب ....